إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

محبة أهل الحديث والأثر .......///


دين النبي محمد أخبار..نعم المطية للفتى آثار

لا ترغبن عن الحديث وأهله.. فالرأي ليل والحديث نهار

ولربما جهل الفتى أثر الهدى.. والشمس بازعة لها أنوار

الاثنين، يناير 31، 2011

حديث لايصح منتشر بين الناس إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصى فيقول يارب



رأيت حديثاً منتشراً بشكل كبير في المنتديات ،
جاء فى الحديث:

إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصى فيقول يارب

فتحجب الملائكة صوته فيكررها يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يارب

فتحجب الملائكة صوته فيكررها فى الرابعة فيقول الله عز وجل الى متى
تحجبون صوت عبدى عنى؟؟؟ لبيك عبدى لبيك عبدى لبيك عبدى لبيك عبدى

مصدر الحديث :

جاء ذكره في "قوت القلوب في معاملة المحبوب" (ص 300) لأبي طالب محمد بن علي بن عطية المكي بلفظ :

(حُدّثت عن محمد بن مصعب قال: كتب إلي أسود بن سالم بخطّه :

إن العبد إذا كان مسرفاً على نفسه ، يرفع يديه يدعو يقول : ياربّ فإذا قال ياربّ ، حجبت الملائكة صوته ، فإذا قال الثانية ياربّ ، حجبت الملائكة صوته ، فإذا قال الثالثة يا ربّ ، حجبت الملائكة صوته ، فإذا قال الرابعة يقول اللّه تعالى : حتى متى تحجبون صوت عبدي عني ، قد علم عبدي أنه ليس له ربّ يغفر الذنوب غيري ، أشهدكم أني قد غفرت له)

ونحوه في "إحياء علوم الدين" (4/152) للغزالي ، ويعدّ كتاب "قوت القلوب" من أهم المصادر التي اعتمد عليها الغزالي في تأليف كتابه "إحياء علوم الدين" .

التعليق على الحديث:

(1) هذا كما هو واضح ليس بحديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إنما هو أثـر مروي عن أسود بن سالم .

(2) لا يصحّ هذا الأثر عن أسود بن سالم ، لجهالة من حدث المكي عن محمد بن مصعب ، لأنه قال (حُدّثتُ) ، ولا ندري من حدثه !

ولو افترضنا أن السند صحيح إلى أسود بن سالم ، لما جاز لنا الأخذ به ، لأنه من الأمور الغيبية ، والأمور الغيبية لا تتلقى إلا من خلال الوحيين : القرآن الكريم والسنة النبوية الثابتة .

(3) لا يوجد هذا الأثر في الكتب المؤلفة عن الملائكة كـ "الحبائك في أخبار الملائك" للحافظ السيوطي رحمه الله تعالى ، حيث جمع فيه أخبار الملائكة واستوعب الأحاديث والآثار الوارد فيهم ، ولم يذكر هذا الأثر المنكر لا من بعيد ولا من قريب ، مما يدل على أنه منكر بلا ريب .

(4) حذف علامة الشام جمال الدين القاسمي رحمه الله تعالى هذا الأثر في اختصاره لكتاب "قوت القلوب" الذي سماه "الوعظ المطلوب من قوت القلوب" ، مما يدل على نكارته ، وقد نص على ذلك في مقدمة اختصاره (ص 28) حيث قال :

(ومؤلفه أبو طالب رحمه الله من أهل الاختصاص بفن الوعظ والإرشاد ، والمنقطع طول عمره لنفع العباد ، بيد أن كتابه هذا صار على طوله لا يلائم هذا الزمان ، على ما فيه من آثار وأخبار مُنكرة عند أولي العرفان ، فتجريده عن ذلك من أهم المهمات ، وأحسن الحسنات ، إذ يعظم به الانتفاع منه ، والأخذ عنه ، وسنقتبس من مواعظه لباب اللباب ، ونسايره في ترتيبه بعون الملك الوهاب)ا.هـ

(5) كتاب "قوت القلوب" من الكتب التي حذر العلماء منها :

*قال الإمام الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (3/89) :

(صنف كتاباً سماه قوت القلوب على لسان الصوفية ذكر فيه أشياء منكرة مستشنعة في الصفات)

*قال الإمام ابن الجوزي في تلبيس إبليس (3/947-948) :

((وصنف لهم أبو طالب المكي: (قوت القلوب)، فذكر فيه الأحاديث الباطلة، وما لا يستند فيه إلى أصل، من صلوات الأيام، والليالي، وغير ذلك من الموضوع، وذكر فيه الاعتقاد الفاسد ، وردد فيه قول: "قال بعض المكاشفين" ، وهذا كلام فارغ ، وذكر فيه عن بعض الصوفية أن الله تعالى يتجلى في الدنيا لأوليائه)

*قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (10/551) :

(أما كتاب قوت القلوب و كتاب الأحياء تبع له فيما يذكره من أعمال القلوب مثل الصبر والشكر والحب والتوكل والتوحيد ونحو ذلك وأبو طالب أعلم بالحديث والأثر وكلام أهل علوم القلوب من الصوفية وغيرهم من أبى حامد الغزالى وكلامه أسد وأجود تحقيقاً وأبعد عن البدعة ، مع أن في قوت القلوب أحاديث ضعيفة وموضوعة وأشياء كثيرة مردودة)

*قال الحافظ ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية (11/319) :

(قال العتيقي كان رجلاً صالحاً مجتهداً في العبادة وصنف كتاباً سماه قوت القلوب ، وذكر فيه أحاديث لا أصل لها)

* أفتى الشاطبي في الإفادات والإنشادات (44) أن العوام لا يحل لهم مطالعة قوت القلوب بخلاف طلبة العلم المتمكنين ، الذين يعرفون الأصيل من الدخيل ، والصحيح من السقيم .

(6) مؤلف كتاب "قوت القلوب" محمد بن علي بن عطية المكي ، متكلم فيه :

*قال الإمام الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (3/89) :

(قال لي أبو طاهر محمد بن علي بن العلاف كان أبو طالب المكي من أهل الجبل ونشأ بمكة ودخل البصرة بعد وفاة أبى الحسن بن سالم فانتمى إلى مقالته وقدم بغداد فاجتمع الناس عليه في مجلس الوعظ فخلط في كلامه وحفظ عنه انه قال : "ليس على المخلوقين أضرّ من الخالق" ، فبدّعه الناس وهجروه ، وامتنع المكي من الوعظ)

*ذكر الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال (3/ر7976) كلام الخطيب وأقره .

*ذكر الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (5/ر1014) كلام الخطيب والذهبي وأقرهما .

***

وقد سُئل الشيخ عبد الرحمن السحيم عن هذا الحديث فأجاب :

(لم أقِف عليه بعد طول بحث .

وعادة مثل هذا الحديث الذي لا يُوجد في مُعظم أصول السُّنّة ؛ لا يَصِحّ)

والخلاصة أن هذا اللفظ لا يُعرف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إنما هو أثر منسوب إلى أسود بن سالم ، وقد جاء ذكر هذا الأثر المنكر في كتاب "قوت القلوب" الذي لا يمكن الاعتماد عليه البتة في الجزم بنسبة الأقوال إلى قائليها ، ومؤلفه قد بدّعه الناس وهجروه لمقالة شنيعة قالها .

فلا ينبغي نشر هذا الحديث ولا تداوله إلا لبيان أنه ليس بحديث نبوي ، وإلا حُشرنا في زمرة الكاذبين على سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، أعاذنا الله وإياكم من ذلك .

قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم :

(من يقل عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار)

[أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (109)]


والله تعالى أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
منقول للأهمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق