منقول
ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺗﻜﺜﻴﺮ ﺳﻮﺍﺩ ﺃﻫﻞ الفتن وﺍﻟﺒﺪﻉ والأهواء ...
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﻣﻦ ﻭاﻻﻩ
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :
ﻗﺎﻝ اﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻣﻦ الصحيح :
ﺑﺎب ﻣﻦ ﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻜﺜِّﺮ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ .
) 6674( - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﻴﻮﺓ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻷﺳﻮﺩ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻴﺚ: ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻗﺎﻝ: ﻗﻄﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﺚ، ﻓﺎﻛﺘﺘﺒﺖ ﻓﻴﻪ، ﻓﻠﻘﻴﺖ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ، ﻓﻨﻬﺎﻧﻲ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﺃﻥ ﺃﻧﺎﺳﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻳﻜﺜِّﺮﻭﻥ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻴﺄﺗﻲ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻓﻴﺮﻣﻰ ﻓﻴﺼﻴﺐ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﻴﻘﺘﻠﻪ، ﺃﻭ ﻳﻀﺮﺑﻪ ﻓﻴﻘﺘﻠﻪ، ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
{ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﻓﺎﻫﻢ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻇﺎﻟﻤﻲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ}. "
ﻗﻠﺖ : ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ، ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﻪ ﻋﻜﺮﻣﺔ _ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ تعالى _ ﻛﻴﻒ ﻧﺰﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺗﻜﺜﻴﺮ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻛﺜﺮ ﺳﻮﺍﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،
ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻜﺜﻴﺮ ﺳﻮﺍﺩ ﺃﻱ ﻗﻮﻡ ﻳﻌﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ .
ﻭﺗﺎﺑﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ اﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻌﻤﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺗﻜﺜﻴﺮ ﺳﻮﺍﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻷﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﻋﺎﻧﺔً ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻝ، ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺘﻜﺘﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔٍ وﻻ ﺟﻤﻌﻴﺔ
_ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﺃﻓﺮﻋﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺪﺩ_
ﻭﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻛﺜﺮ ﺳﻮﺍﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻓﺄﺻﺎﺑﺘﻪ ﺳﻬﺎﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻼ ﻳﻠﻮﻣﻦ إﻻ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﺎ ﻇﻠﻤﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻇﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﻜﺜﻴﺮﻩ ﻟﺴﻮﺍﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ
ﻭﻗﺪ ﺃﻓﺎﺩ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﺍ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺗﻜﺜﻴﺮ ﺳﻮﺍﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﺘﻦ ، ﻓﻜﻴﻒ باﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﻢ ؟
ﺃﻗﻮﻝ : ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻌﻄﺐ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :"ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﺃﺭﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ولا ﺗﻜﻦ ﻟﻠﺨﺎﺋﻨﻴﻦ ﺧﺼﻴﻤﺎ "
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ :" ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﻄﻞ ﻭﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﻻ ﺗﺠﻮﺯ "
ﻗﻠﺖ : ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﻄﻞ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﻟﻤﺒﻄﻞ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ .
ﻗﺎﻝ اﻹﻣﺎﻡ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺣﺪَّﺛﻨﺎ ﺃَﺑُﻮ ﺑَﻜْﺮِ ﺑْﻦُ ﺃَﺑِﻲ ﺷَﻴْﺒَﺔَ، ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﻳُﻮﻧُﺲُ ﺑْﻦُ ﻣُﺤَﻤَّﺪٍ، ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﺍﻟﻘَﺎﺳِﻢُ ﺑْﻦُ ﺍﻟﻔَﻀْﻞِ ﺍﻟﺤُﺪَّﺍﻧِﻲُّ ﻋَﻦْ ﻣُﺤَﻤَّﺪِ ﺑْﻦِ ﺯِﻳَﺎﺩٍ، ﻋَﻦْ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺑْﻦِ ﺍﻟﺰُّﺑَﻴْﺮِ ﺃَﻥَّ ﻋَﺎﺋِﺸَﺔَ ﻗَﺎﻟَﺖْ:
ﻋَﺒِﺚَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠﻪِ -ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ- ﻓِﻲ ﻣَﻨَﺎﻣِﻪِ.
ﻓَﻘُﻠْﻨَﺎ: ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪِ ﺻَﻨَﻌْﺖَ ﺷَﻴْﺌﺎً ﻓِﻲ ﻣَﻨَﺎﻣِﻚَ ﻟَﻢْ ﺗَﻜُﻦْ ﺗَﻔْﻌَﻠُﻪُ.
ﻓَﻘَﺎﻝَ: "ﺍﻟْﻌَﺠَﺐُ ﺇِﻥَّ ﻧَﺎﺳﺎً ﻣِﻦْ ﺃُﻣَّﺘِﻲ ﻳَﺆُﻣُّﻮﻥَ ﺑِﺎﻟْﺒَﻴْﺖِ ﺑِﺮَﺟُﻞٍ ﻣِﻦْ ﻗُﺮَﻳْﺶٍ، ﻗَﺪْ ﻟَﺠَﺄَ ﺑِﺎﻟْﺒَﻴْﺖِ، ﺣَﺘَّﻰَ ﺇِﺫَﺍ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﺑِﺎﻟْﺒَﻴْﺪَﺍﺀِ ﺧُﺴِﻒَ ﺑِﻬِﻢْ".
ﻓَﻘُﻠْﻨَﺎ: ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻄَّﺮِﻳﻖَ ﻗَﺪْ ﻳَﺠْﻤَﻊُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ.
ﻗَﺎﻝَ: "ﻧَﻌَﻢْ، ﻓِﻴﻬِﻢْ ﺍﻟْﻤُﺴْﺘَﺒْﺼِﺮُ ﻭَﺍﻟْﻤَﺠْﺒُﻮﺭُ ﻭَﺍﺑْﻦُ ﺍﻟﺴَّﺒِﻴﻞِ، ﻳَﻬْﻠِﻜُﻮﻥَ ﻣَﻬْﻠَﻜﺎً ﻭَﺍﺣِﺪﺍً، ﻭَﻳَﺼْﺪُﺭُﻭﻥَ ﻣَﺼَﺎﺩِﺭَ ﺷَﺘَّﻰَ، ﻳَﺒْﻌَﺜُﻬُﻢُ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻰَ ﻧِﻴَّﺎﺗِﻬِﻢْ".
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ (18/7) :" ﻭﻓﻴﻪ: ﺃﻥ ﻣﻦ ﻛﺜﺮ ﺳﻮﺍﺩ ﻗﻮﻡ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ"
ﺃﻗﻮﻝ : ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻬﺠﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق