عودة الجاهلية في آخر الزمان
عودة الجاهلية في آخر الزمان :
أخرج مسلم عن عائشة قالت : سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول : « لا يذهب الليل والنهار ، حتى يعبد اللات
والعزى ، فقلت : يا رسول اللَّه : إن كنت لأظن حين أنزل اللَّه : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ
عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } [ التوبة : 33 ] . أن ذلك تام ، قال : إنه سيكون من ذلك ما شاء اللَّه ، ثم يبعث
اللَّه ريحا طيبة ، فتقبض من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم
» .
وقد دل هذا الحديث على أن للشرك القديم ، والوثنية البائدة عودة وانتشارا في آخر الزمان ، وقد تحقق ما أخبر به
الرسول صلى اللَّه عليه وسلم ، فقد بدأ الشرك القديم - الذي ظن كثير من الناس أنه قد انقرض - ينتشر بجوار ما يفعله
المسلمون مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم ، والأولياء ، والأئمة ، والشهداء من الأعمال الشركية ، فمنهم من يؤمن بتماثيل
الكفار فيقلدونهم في عاداتهم وتقاليدهم ، مثل السؤال من سدنة الهياكل ، وبيوت الأصنام ، واللجوء إليهم في المعضلات
والمبهمات ، مثل " ديوالي " في الهند و" النورز " و " المهرجان " من أيام الفرس والمجوس ، والاعتقاد في القمر
والعقرب تحت الشعاع ، وهذه كلها من عادات الهنادك والمجوس التي انتشرت في المسلمين ، وقد تبين من ذلك أن الشرك
يتسرب إلى المسلمين ، إذا هجروا القرآن والحديث ، وتمسكوا بعادات الآباء والأجداد ، وتقاليدهم .
المصدر: كتاب رسالة التوحيد للدهلوي، ج1 / ص 117-118
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق