قال الشاطبي - رحمه الله - في بيان معنى قوله عليه الصلاة والسلام :
"وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه ، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله".
وذلك أن معنى هذه الرواية أنه عليه الصلاة والسلام
أخبر بما سيكون في أمته من هذه الأهواء التي افترقوا فيها إلى تلك الفرق ،
وأنه يكون فيهم أقوام تداخل تلك الأهواء قلوبهم
حتى لا يمكن في العادة انفصالها عنها وتوبتهم منها ،
على حد ما يداخل داء الكَلَبْ جسم صاحبه
فلا يبقى من ذلك الجسم جزء من أجزائه ولا مفصل ولا غيرهما إلا دخله ذلك الداء ،
وهو جريان لا يقبل العلاج ولا ينفع فيه الدواء ،
فكذلك صاحب الهوى إذا دخل قلبه ، وأشرب حبه ،
لا تعمل فيه الموعظة ولا يقبل البرهان ، ولا يكترث بمن خالفه .
واعتبر ذلك بالمتقدمين من أهل الأهواء كمعبد الجهني وعمرو بن عبيد وسواهما،
فإنهم كانوا حيث لقوا مطرودين من كل جهة ،
محجوبين عن كل لسان ، مبعدين عند كل مسلم ، ثم مع ذلك
لم يزدادوا إلا تماديا على ضلالهم ، ومداومة على ما هم عليه
ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً)..
كتاب الاعتصام للشاطبي /ص(٧٧٨-٧٧٩)
"وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه ، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله".
وذلك أن معنى هذه الرواية أنه عليه الصلاة والسلام
أخبر بما سيكون في أمته من هذه الأهواء التي افترقوا فيها إلى تلك الفرق ،
وأنه يكون فيهم أقوام تداخل تلك الأهواء قلوبهم
حتى لا يمكن في العادة انفصالها عنها وتوبتهم منها ،
على حد ما يداخل داء الكَلَبْ جسم صاحبه
فلا يبقى من ذلك الجسم جزء من أجزائه ولا مفصل ولا غيرهما إلا دخله ذلك الداء ،
وهو جريان لا يقبل العلاج ولا ينفع فيه الدواء ،
فكذلك صاحب الهوى إذا دخل قلبه ، وأشرب حبه ،
لا تعمل فيه الموعظة ولا يقبل البرهان ، ولا يكترث بمن خالفه .
واعتبر ذلك بالمتقدمين من أهل الأهواء كمعبد الجهني وعمرو بن عبيد وسواهما،
فإنهم كانوا حيث لقوا مطرودين من كل جهة ،
محجوبين عن كل لسان ، مبعدين عند كل مسلم ، ثم مع ذلك
لم يزدادوا إلا تماديا على ضلالهم ، ومداومة على ما هم عليه
ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً)..
كتاب الاعتصام للشاطبي /ص(٧٧٨-٧٧٩)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق