●قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - :
وأما مروءة الترك : فترك الخصام ، والمعاتبة ، والمطالبة والمماراة ، والإغضاء عن عيب ما يأخذه من حقك ، وترك الاستقصاء في طلبه ، والتغافل عن عثرات الناس ، وإشعارهم أنك لا تعلم لأحد منهم عثرة ، والتوقير للكبير ، وحفظ حرمة النظير ، ورعاية أدب الصغير ، وهي على ثلاث درجات .
■الدرجة الأولى : مروءة المرء مع نفسه ، وهي أن يحملها قسرًا على ما يجمل ويزين ، وترك ما يدنس ويشين ، ليصير لها ملكة في العلانية ، فمن أراد شيئا في سره وخلوته : ملكه في جهره وعلانيته ، فلا يكشف عورته في الخلوة ، ولا يتجشأ بصوت مزعج ما وجد إلى خلافه سبيلاً ، ولا يخرج الريح بصوت وهو يقدر على خلافه ، ولا يجشع وينهم عند أكله وحده .
• وبالجملة : فلا يفعل خالياً ما يستحيي من فعله في الملأ ، إلا ما لا يحظره الشرع والعقل ، ولا يكون إلا في الخلوة ، كالجماع والتخلي ونحو ذلك .
■الدرجة الثانية : المروءة مع الخلق ، بأن يستعمل معهم شروط الأدب والحياء ، والخلق الجميل ، ولا يظهر لهم ما يكرهه هو من غيره لنفسه ، وليتخذ الناس مرآة لنفسه ، فكل ما كرهه ونفر عنه ، من قول أو فعل أو خلق ، فليتجنبه ، وما أحبه من ذلك واستحسنه فليفعله .
وصاحب هذه البصيرة ينتفع بكل من خالطه وصاحبه من كامل وناقص ، وسيئ الخلق وحسنه ، وعديم المروءة وغزيرها .
وكثير من الناس : يتعلم المروءة ، ومكارم الأخلاق من الموصوفين بأضدادها كما روي عن بعض الأكابر : أنه كان له مملوك سيئ الخلق ، فظ غليظ، لا يناسبه ، فسئل عن ذلك ؟ فقال : أدرس عليه مكارم الأخلاق .
وهذا يكون بمعرفة مكارم الأخلاق في ضد أخلاقه ، ويكون بتمرين النفس على مصاحبته ومعاشرته ، والصبر عليه .
■ الدرجة الثالثة : المروءة مع الحق سبحانه ، بالاستحياء من نظره إليك ، واطلاعه عليك في كل لحظة ونفس ، وإصلاح عيوب نفسك جهد الإمكان ، فإنه قد اشتراهامنك ، وأنت ساع في تسليم المبيع ، وتقاضي الثمن ، وليس من المروءة : تسليمه على ما فيه من العيوب ، وتقاضي الثمن كاملاً ، أو رؤية منته في هذا الإصلاح ، وأنه هو المتولي له ، لا أنت ، فيغنيك الحياء منه عن رسوم الطبيعة ، والاشتغال بإصلاح عيوب نفسك عن التفاتك إلى عيب غيرك ، وشهود الحقيقة عن رؤية فعلك وصلاحك .
📚مدارج السالكين (٣٣٥/٢)
وأما مروءة الترك : فترك الخصام ، والمعاتبة ، والمطالبة والمماراة ، والإغضاء عن عيب ما يأخذه من حقك ، وترك الاستقصاء في طلبه ، والتغافل عن عثرات الناس ، وإشعارهم أنك لا تعلم لأحد منهم عثرة ، والتوقير للكبير ، وحفظ حرمة النظير ، ورعاية أدب الصغير ، وهي على ثلاث درجات .
■الدرجة الأولى : مروءة المرء مع نفسه ، وهي أن يحملها قسرًا على ما يجمل ويزين ، وترك ما يدنس ويشين ، ليصير لها ملكة في العلانية ، فمن أراد شيئا في سره وخلوته : ملكه في جهره وعلانيته ، فلا يكشف عورته في الخلوة ، ولا يتجشأ بصوت مزعج ما وجد إلى خلافه سبيلاً ، ولا يخرج الريح بصوت وهو يقدر على خلافه ، ولا يجشع وينهم عند أكله وحده .
• وبالجملة : فلا يفعل خالياً ما يستحيي من فعله في الملأ ، إلا ما لا يحظره الشرع والعقل ، ولا يكون إلا في الخلوة ، كالجماع والتخلي ونحو ذلك .
■الدرجة الثانية : المروءة مع الخلق ، بأن يستعمل معهم شروط الأدب والحياء ، والخلق الجميل ، ولا يظهر لهم ما يكرهه هو من غيره لنفسه ، وليتخذ الناس مرآة لنفسه ، فكل ما كرهه ونفر عنه ، من قول أو فعل أو خلق ، فليتجنبه ، وما أحبه من ذلك واستحسنه فليفعله .
وصاحب هذه البصيرة ينتفع بكل من خالطه وصاحبه من كامل وناقص ، وسيئ الخلق وحسنه ، وعديم المروءة وغزيرها .
وكثير من الناس : يتعلم المروءة ، ومكارم الأخلاق من الموصوفين بأضدادها كما روي عن بعض الأكابر : أنه كان له مملوك سيئ الخلق ، فظ غليظ، لا يناسبه ، فسئل عن ذلك ؟ فقال : أدرس عليه مكارم الأخلاق .
وهذا يكون بمعرفة مكارم الأخلاق في ضد أخلاقه ، ويكون بتمرين النفس على مصاحبته ومعاشرته ، والصبر عليه .
■ الدرجة الثالثة : المروءة مع الحق سبحانه ، بالاستحياء من نظره إليك ، واطلاعه عليك في كل لحظة ونفس ، وإصلاح عيوب نفسك جهد الإمكان ، فإنه قد اشتراهامنك ، وأنت ساع في تسليم المبيع ، وتقاضي الثمن ، وليس من المروءة : تسليمه على ما فيه من العيوب ، وتقاضي الثمن كاملاً ، أو رؤية منته في هذا الإصلاح ، وأنه هو المتولي له ، لا أنت ، فيغنيك الحياء منه عن رسوم الطبيعة ، والاشتغال بإصلاح عيوب نفسك عن التفاتك إلى عيب غيرك ، وشهود الحقيقة عن رؤية فعلك وصلاحك .
📚مدارج السالكين (٣٣٥/٢)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق